أرجوك اعتني بأمي هي أول رواية كورية أقرأها
في نسختها المترجمة للعربية. السبب حسنا ليس اراديا فأنا لم أعثر على نسخة الكتاب بالإنقليزية
على النات و نظرا لشهرة الكتاب فأنا لم أستطع أن انتظر حصولي على النسخة
الأنقليزية.
كيونغ سوك شين مؤلفة هذه الرَواية تم اختيارها
كأفضل روائية في الأدب الآسيوي بفضل هذا الكتاب الذي تصدَر مبيعات الكتب في كوريا
الجنوبية ب مليوني نسخة مبيعة. تمت كذلك ترجمة هذا الكتاب إلى عديد اللغات
الأجنبية و هو ما يفسر سهولة الحصول عليه من النات في نسخته العربية. فقد لا يخفى
على البعض أنه من الصعب الحصول على كتب الأدب الجنوب كوري من النات.
تنطلق القصة بضياع الأم في محطة قطارات سيول
عندما كانت في طريقها لزيارة منزل ابنها البكر رفقة زوجها. تتخلف الزوجة عن ركب
الزوج فتختفي آثارها. تنطلق رحلة الأبناء في البحث عنها. في بادئ الأمر قد يخيل
للقارئ أن أبنائها لم يهتموا كثيرا لضياعها و لكن المتعمق في القراءة يستوعب
المأساة و خاصة الضياع الذي المَ بالأسرة جرَاء هذه الحادثة.
من خلال رواية ثلاثة اشخاص و هم البنت و الابن
البكر و الزوج نلاحظ حجم المعانات و التضحيات الجسيمة التي كانت تقدمها الأم ليس
فقط لأفراد عائلتها بل كذلك للأقرباء و كل من يحيط بها. في المقابل يعترف هؤلاء
الأشخاص بحجم الإهانة و اللامبالت التي كانت تجده الأم و الزوجة من أفراد أسرتها و
منهم كذلك. قد يفطر قلبك ما روي على لسان هؤلاء الأشخاص حتى أنه قد يدفعك للتفكير
في علاقتك أنت بأمك. قد تشعر بالعجز أمام شخصية الأم و بالصغر امام هذه الأم الزوجة و المرأة و الإبنة و الصديقة.
عندما قرأت هذا الكتاب شعرت بضياع شخصيات هذه
الرَواية. فضياع الأم ليس الا سببا لضياع أفراد أسرتها. حتى انني قلت في نفسي لو
كانت الأم ميتة لكان الأمر أهون عليهم من ضياعها حيث أنهم لن يضطروا للاستنفار للبحث
عنها لأنهم سيعلمون أنها ترقد في مكان ما هناك بسلام. قد يؤدي ذلك الى نسيانها بشكل
طبيعي و لكن عدم علمهم بمكان تواجدها ترك فيهم يقضة كامنة بتواجدها في حياتهم. ذلك
الإنذار الذي يعلمهم بمدى عجزهم و صغرهم أمام هذه المأساة التي المت بهم فعلى قدر
ما قدمت لهم الأم طيلة تواجدها في حياتهم باتوا هم اليوم على تعددهم عاجزين على
العثور عليها و هو ما أصابهم بالضياع.
حسا أنا أنصح بهذا الكتاب ليس فقط لشهرته بل
لأنه افضل تصويرا للمرأة الكورية الريفية التي اشتهرت بقوَتها و بقدرتها على
العطاء و مقارعة الزمان. تلك المرأة التى ماانفكت تقدم دون أن تجد اعترافا بجميلها.
أنا لا أعلم الكثير عن المؤلفة و هو ما سأحاول البحث فيه و لكن أشكر الأستاذ Montgomery الذي تحدث عن هذا الكتاب و أنصح بقرأته في مدونته و برنامجه الإذاعي.
و للحديث بقية...
No comments:
Post a Comment